تعيش دائرة بولاق الدكرور حالة من الجدل بعد إعلان حزب حماة الوطن عن ترشيح عربي زيادة لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة ممثلًا عن الحزب، في خطوة وصفها أبناء الدائرة بأنها «غريبة» و«مفاجئة»، معتبرين أن المرشح لا يمت بصلة حقيقية إلى منطقتهم ولا يعرف طبيعتها أو مشكلاتها.
عربي زيادة، الذي كان من المقرر ترشحه عن دائرة أخرى، تم نقله إلى بولاق الدكرور في اللحظات الأخيرة ضمن ترتيبات حزبية داخلية، ما جعله يوصف بين الأهالي والإعلاميين بأنه «مرشح الباراشوت» الذي هبط على الدائرة دون تمهيد أو تواصل ميداني مع المواطنين.
ويشير عدد من سكان بولاق الدكرور إلى أن المرشح لم يُعرف له أي نشاط سابق في المنطقة، ولم يلتقِ بالأهالي أو يستمع إلى مشاكلهم التي تتعلق بازدحام المرور، وتدهور البنية التحتية، ونقص الخدمات العامة في بعض المناطق. ويرون أن الحزب تجاهل أسماء كانت أقرب إلى الشارع وأكثر حضورًا في العمل المجتمعي.
ويقول مراقبون إن هذا الترشيح يعكس خللًا في عملية اختيار المرشحين داخل بعض الأحزاب، حين تُقدَّم الحسابات السياسية على معرفة الواقع المحلي. ويرى آخرون أن عربي زيادة سيواجه تحديًا حقيقيًا لإقناع أبناء بولاق الدكرور بأنه يمثلهم فعليًا، لا أنه مجرد «وافد انتخابي» فُرض من فوق.
بهذا، تتحول دائرة بولاق الدكرور إلى ساحة اختبار لمدى قدرة «المرشح الغريب» على اختراق الشارع وكسب ثقة ناخبين اعتادوا أن يكون نائبهم ابن المنطقة وصوتهم الصادق تحت القبة.