قال حاتم جمال، صاحب مقترح تطبيق ” أمل”، “أنا مواطن مصري أحلم، مثل الملايين، بأن أرى وطني يتجاوز تحدياته الاقتصادية. ومن هنا أطرح مشروع تسديد ديون مصر، الذي أؤمن بقدرته على إحداث الفارق في تسوية ديون مصر وتحفيز اقتصادها.”
وأضاف : أنا مواطن مصري يحلم، مثل الملايين، برؤية وطنه يتجاوز تحدياته الاقتصادية. من هذا المنطلق، ونتيجة تفكير عميق في الأزمة التي نواجهها، أطرح اليوم فكرتي ومشروعي الذي أؤمن بأنه قادر على إحداث الفارق: مشروع قومي لتسوية ديون مصر وتحفيز اقتصادها، أطلقت عليه اسم “أمل”.
وتابع: إن رؤيتي بسيطة في جوهرها، لكنها عميقة في أثرها. نحن نعيش في حلقة مفرغة من الديون المتزايدة وفوائدها، ونعتمد بشكل كبير على الاستيراد، مما يضع ضغطًا هائلاً على اقتصادنا وعملتنا. الحل، كما أراه، لا يكمن في حلول مؤقتة، بل في حركة شعبية واسعة، نستلهم فيها روح بناء السد العالي وتبرعات صندوق قناة السويس، ولكن بآلية عصرية ومستدامة.
كيف يعمل “امل”؟ آلية بسيطة لمشاركة الجميع
تقوم فكرتي على أن يشارك كل مواطن راغب في المساهمة بمبلغ رمزي لا يتجاوز اثنين جنيه مصري يوميًا. هذه المشاركة لن تكون عبئًا، وستكون متاحة عبر أسهل الوسائل:
تطبيق إلكتروني (Application) مخصص للمشروع.
رسالة نصية (SMS) عبر رقم مختصر ومجاني تمامًا.
مكالمة من الهاتف الأرضي تُخصم من الفاتورة الشهرية.
في مقابل هذه المساهمة، سيدخل المشارك في سحب يومي شفاف. إذا افترضنا أن 100 مليون رسالة وصلت في يوم واحد، فهذا يعني أننا جمعنا 200 مليون جنيه، وسيفوز معنا 100 مواطن في هذا اليوم.
كل فائز سيحصل على جائزة قيمتها 2 مليون جنيه، ولكني صممت توزيعها لتحقيق أقصى فائدة للوطن والفرد معًا:
المليون الأول (نقدًا): يستلمه الفائز في يده لدعم حياته، ولكن بعد أن يساهم بمبلغ 10 آلاف جنيه تذهب مباشرة إلى “صندوق سداد ديون مصر” الذي سيتم إنشاؤه لهذا الغرض.
المليون الثاني (للاستثمار): هذا المبلغ لا يُصرف نقدًا، بل يُستخدم لتمويل مشروع إنتاجي يختاره الفائز من قائمة مشاريع استراتيجية تحتاجها الدولة، مثل ورشة لتصنيع قطع غيار، أو مشروع زراعي، أو مصنع صغير للملابس.
أهدافنا أعمق من مجرد جائزة.. نحن نبني اقتصادًا جديدًا
المشروع ليس مجرد تطبيق، بل هو ثورة اقتصادية واجتماعية تهدف إلى:
1. تحويل مصر إلى دولة منتجة:
بدلاً من استيراد كل شيء، سنقوم بتمويل آلاف المشاريع الصغيرة والنانو التي تلبي احتياجاتنا. تخيلوا معي آلاف الورش التي تصنع قطع غيار السيارات، وآلاف المشاريع الزراعية التي يقودها خريجو كليات الزراعة، ومصانع نسيج صغيرة تديرها سيدات بعد تدريبهن على أحدث فنون الخياطة والتصميم. بهذه الطريقة، سنقلل فاتورة الاستيراد، ونوفر فرص عمل، ونبني اقتصادًا حقيقيًا.
2. تحقيق التكافل الاجتماعي:
أقترح أن يتم تخصيص 50% من الفائزين يوميًا للفئات الأكثر احتياجًا المسجلة لدى وزارة التضامن الاجتماعي أو مبادرات مثل “حياة كريمة”. بهذا، نضمن أن الدعم لا يذهب فقط لمن حالفه الحظ، بل يصل بشكل مباشر لمن هم في أمس الحاجة إليه، ونرفع العبء عن كاهل الدولة.
3. تغيير ثقافة الاستهلاك لمواجهة التضخم:
جزء من رؤيتي هو العمل على تغيير ثقافة الشراء لدى المواطن. بدلاً من شراء اللحوم بالكيلو والفاكهة بالصندوق، يجب أن نتوجه للشراء بالقطعة حسب الحاجة الفعلية. هذا السلوك البسيط سيقلل الطلب الزائد على السلع، مما يساهم في استقرار الأسعار ومحاربة التضخم.
الشفافية والشرعية.. ركائز أساسية لنجاح المشروع
أدرك تمامًا أن مثل هذا المشروع يتطلب ثقة مطلقة. لذلك، أقترح:
حوكمة ورقابة سيادية: يجب أن تكون الجهة المسؤولة عن تأمين بيانات المشروع جهة سيادية موثوقة، لضمان حماية معلومات المشاركين ومنع أي تلاعب.
شفافية يومية: يتم الإعلان عن قيمة الأموال المجمعة يوميًا بشكل علني، ليعرف كل مواطن أثر مساهمته.
ليس مقامرة: هذا المشروع ليس قمارًا. فالهدف هو دعم الوطن، وحتى الفائز يستمر في العطاء، حيث سيُخصم منه 11 جنيهًا يوميًا مدى الحياة، لتستمر دائرة الخير.
الشرعية الدينية والقانونية: يمكننا بسهولة تجاوز أي شبهات شرعية، ففي حالة وفاة أي مساهم، يحق لورثته استرداد كامل مساهماته. كما يجب أن يصدر تشريع خاص بالمشروع ليحميه ويمنحه صفة “المشروع القومي”.
نداء إلى مصر.. شعبًا وحكومة
هذه ليست مجرد فكرة، بل هي دعوة لكل مصري للمشاركة في بناء مستقبل بلده. هي فرصة لنثبت للعالم أننا قادرون على حل مشاكلنا بأنفسنا، عبر تكاتفنا وإيماننا بوطننا. أدعو الحكومة والجهات المعنية إلى تبني هذه الرؤية ودراستها بجدية، وأدعو الشعب المصري إلى دعمها، لكي نبدأ معًا رحلة الخروج من أزمتنا نحو مستقبل أكثر إشراقًا وازدهارًا.
حاتم جمال




