بقلم: محمد بدر
شهدت مصر على مدار أيام قليلة سلسلة من الحوادث المروعة التي عكست حالة من الهياج المجتمعي والعنف غير المسبوق. تنوعت الجرائم بين أحداث بشعة في الأقصر والفيوم، ووقائع مأساوية في الدقهلية ودمياط وحدائق الأهرام، مما يطرح تساؤلات حول أسباب هذا التدهور الاجتماعي والنفسي.
1. الأقصر: جريمة بشعة في وضح النهار
في مشهد صادم، قام شاب يبلغ من العمر 38 عامًا بقتل جاره الستيني في الشارع بطريقة بشعة أثارت صدمة المارة الذين اكتفوا بالمشاهدة دون تدخل. هذه الجريمة تلقي الضوء على انتشار اضطرابات نفسية غير معالجة، وغياب التدخل المجتمعي الفعال.
2. الفيوم: قتل داخل بنك مصر
في حادثة أخرى، دخل رجل إلى بنك مصر لصرف عائده الادخاري قبل موعده. بعد رفض الموظف، تصاعدت حدة الموقف، ليتحول إلى مأساة عندما قتل الرجل ضابط شرطة برتبة عقيد وأصاب خمسة آخرين باستخدام آلة حادة. هذه الحادثة تكشف عن قصور أمني داخل المؤسسات الحساسة، مما يستدعي مراجعة شاملة لإجراءات الأمان.
3. الدقهلية: مذبحة عائلية أمام الأطفال
في حادث مأساوي بالدقهلية، أقدم عامل على قتل حماه وحماته وأصاب زوجته بـ18 طعنة أمام أطفالهما الصغار. هذه القصة المؤلمة تعكس ضغوط الحياة الزوجية والاجتماعية التي أدت إلى نتائج كارثية، حيث عاش الأطفال لحظات من الرعب والصدمة ستؤثر عليهم طويلاً.
4. حدائق الأهرام: عنف في معهد السينما
في واقعة أخرى غريبة، قام حارس عقار بطعن أربعة طلاب بمعهد السينما لأسباب غير معروفة. هذه الحادثة تثير تساؤلات حول تزايد معدلات العنف حتى في أماكن العلم التي يُفترض أن تكون واحات للأمان.
5. الفيوم: مأساة الابتزاز الإلكتروني
شاب يُلقب بـ”هشام جوجل” مارس الابتزاز الإلكتروني ضد فتاة لمدة خمس سنوات مستخدمًا صورها الشخصية. ورغم القبض عليه، انتهت القصة بشكل مأساوي عندما ألقى بنفسه من الطابق الرابع أثناء التحقيقات، مما يبرز خطر الجرائم الإلكترونية وضرورة التعامل الصارم معها.
6. دمياط: جد يهاجم أحفاده بسبب المال
في دمياط، دخل جد في خلاف مالي مع ابنه، وانتهى الأمر بهجومه على أحفاده وزوجة ابنه بسلاح حاد. لحسن الحظ، تدخل الأهالي وسلموه للشرطة قبل حدوث كارثة أكبر.
لماذا هذا العنف المتصاعد؟
هذه الجرائم التي وقعت في فترة قصيرة ليست مجرد أحداث فردية، بل تعكس حالة من الغضب والانهيار الأخلاقي الذي يتطلب وقفة جادة. ربما يكون السبب هو ضغوط الحياة اليومية، أو تراجع القيم الأسرية، أو انتشار الأمراض النفسية دون علاج.
نحتاج إلى خطة شاملة لمواجهة هذه الظواهر، تشمل:
تعزيز الصحة النفسية من خلال مراكز متخصصة ومنتشرة في أنحاء الجمهورية.
زيادة الوعي المجتمعي عبر حملات إعلامية وبرامج توعوية.
تطبيق صارم للقانون لضمان الأمن والردع.


